ونحن على أبواب فصل الشتاء وبداية العام الدراسي الجديد ، من المتوقع أن تنتشر عدوى أنفلونزا الخنازير بصورة كبيرة إذا لم نتوخى الحذر خاصة في أماكن التجمعات الكبيرة وإتباع قواعد السلامة ، ولا تقتصر التوعية على وسائل الإعلام فقط ، ولكن تلعب الأسرة دوراً كبيراً فى تطبيق التعليمات وتنبيه الأطفال لبعض الإرشادات حرصاً على سلامتهم.
بالرغم من أن الأمر لا يحتاج إلى الهلع الزائد من خطر الإصابة بأنفلونزا الخنازير إلا أنه هناك بعض الأمور يجب أن تلتزم بها الأم خلال الفترة القادمة أهمها اختيار وجبات معينة حيث ينصح الأطباء بتناول الغذاء المتوازن لزيادة مناعة الجسم التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد أي هجوم ميكروبي أو فيروسي.
وتشير الدكتورة أمينة عبد المطلب استشاري التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية إلى أن تغيير النظام الغذائي إلى أسلوب يساعد علي زيادة رصيدك في بنك الصحة ورفع مناعة الجسم ، خاصة في فترات التعرض للأوبئة والأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا بأنواعها ، حيث يجب الأخذ بجميع الاحتياطات الطبية الوقائية ، إلي جانب الحرص علي الغذاء الصحي المتوازن الذي يضمن الحصول علي الاحتياجات الأساسية من العناصر الغذائية.
طهي سليم
هذه المعادلة يمكن لربة المنزل تحقيقها على أن تكون الوجبة متنوعة وفاتحة للشهية بالاهتمام بالطرق الصحية أثناء إعدادها ، فقد يكون الغذاء متوازن ولكن طريقة إعداده الخاطئة تفقده جزءاً كبيراً من قيمته الغذائية حيث يجب اختيار الخضراوات والفواكه الطازجة ، وتجهيزها قبل موعد تناول الطعام مباشرة ، ويفضل تقطيعها ، قطعاً كبيرة للحفاظ علي ما تحتويه من فيتامينات ، مع مراعاة الطهو في أقل كمية من الماء ، وعلي نار هادئة .
وأوضحت أن البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة تعتبر من العناصر الغذائية المهمة التي تساعد علي زيادة الخلايا التي تحارب العدوي خاصة عند تناولها بشكل متنوع, حيث تعمل بطرق عديدة علي زيادة مناعة الجسم .
و يمكن الحصول عليها من المصادر الآتية : البروتينات الحيوانية وتتوافر في البيض واللبن ومنتجاته والسمك واللحوم والبروتينات النباتية وتتمثل في البقول والحبوب ويمكن الحصول عليها في وجبة واحدة(الفول ـ الخبز) ـ الفاصوليا ـ الأرز ـ طبق الكشري.
وبالنسبة للدهون يجب الحرص علي تناول الأطعمة الطبيعية والبعد عن الأغذية المضاف إليها مواد حافظة ، خاصة منتجات اللحوم عالية الدهون ، كذلك يجب عدم استخدام الزيت المقدوح بقدر الإمكان ، مع عدم استخدامه مطلقاً عند تغير لونه ، والإقلال من استهلاك الدهون المشبعة الموجودة في الوجبات السريعة.
الاهتمام بتغذية الطفل تشمل الأطعمة التي تزيد من مناعة كفيتامين C والبرتقال والجوافة والكيوي وشراب الينسون.
شراب الينسون
كما يعتبر شراب الينسون واقي جيد من الإصابة وهذا ما أكده الدكتور سعيد شلبي أستاذ الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة وعضو جمعية الماكروبيوتيك العالمية بإيطاليا أن تناول كوب من الينسون المغلي يومياً قبل الخروج من المنزل يقي الإنسان من مرض أنفلونزا الخنازير ، حيث إن عقار "التاميفلو" المستخدم حالياً في علاج المرض مستخرج من الينسون.
وأوضح د. سعيد شلبي أن تناول كوب الينسون يمنح الجسم جرعة وقائية مركزة من هذا العقار يومياً وبأقل الأسعار ، مشيرا إلى أن نظريات علم الماكروبيوتيك "علم الحياة"هو دواء وغذاء وأسلوب حياة في مجال الوقاية والعلاج من الأمراض المختلفة.
وبتطبيق هذه النظريات على مرض أنفلونزا الخنازير، فإنه يمكن الوقاية من المرض بتناول ملعقة صغيرة من مادة بيكربونات الصوديوم "البيكربوناتو" المذابة في الماء قبل الخروج إلى الأماكن المزدحمة والأماكن التي يتواجد بها المرضى، مشيرا إلى أن هذه المادة تساعد على ارتفاع قلوية الدم، وبذلك يصبح وسطاً غير مناسب لتكاثر فيروسات الأنفلونزا بصفة عامة.
ونبه الدكتور سعيد شلبي على الإقلال من تناول الأغذية التي تؤدى لزيادة حموضة الدم مثل اللحوم الحمراء والدواجن ومنتجات الألبان والسكر والشاي الأحمر والقهوة التركي، في هذا الوقت الذي ينتشر فيه مرض أنفلونزا الخنازير، واستبدال القهوة بقهوة الشعير، والشاي الأحمر بالشاي الأخضر، والسكر بسكر المالتوز غير المخمر، وتناول الأسماك والبقوليات "مثل الفول والعدس واللوبيا والفاصوليا والحمص" كبدائل للحوم الحمراء والدواجن.
كما دعا د. سعيد إلي ممارسة الرياضة بقدر المستطاع ، خاصة لدورها في تخليص الجسم من الطاقة الزائدة ، خاصة إذا كانت طبيعة العمل قليلة الحركة، لافتا إلى أنه كبديل لتمرينات التنفس التي يجريها البعض لتحسين مقاومة الجسم، فإنه يفضل الخروج للهواء الطلق والنهوض مبكرا وتنفس هواء الصباح النقي الغني بالأوكسجين.
النظافة وغسل الأيدي
وللوقاية من أنفلونزا الخنازير على الأم أن تلفت انتباه أطفالها إلى ضرورة غسل الأيدي بطريقة صحيحة مما يعني وضعها تحت الماء الجاري وغسلها بالصابون لمدة لا تقل عن20 ثانية وتجفيفها بفوطة نظيفة ويمكن إذا تعذر غسل الأيدي استخدام مناديل الكحول مع مراعاة فرك كامل لسطح اليد والأصابع دائرياً وما بينها وتحتها والأظافر وما تحتها ثم شطف اليد بالماء.
وأكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بحسب جريدة "الأهرام"أن فيروس الأنفلونزا يختبئ تحت الساعات والخواتم وان تضاريس اليد تساعد علي تراكم البكتريا وان هناك5 ملايين ميكروب علي الأقل علي يد الإنسان وأوضح أن الأيدي المبللة تنشر الميكروبات بنسبة تصل إلي ألف ضعف من الأيدي الجافة ، مشيراً إلى أن غسل الأيدي يمنع أمراضا خطيرة مثل الأنفلونزا والبرد والالتهاب الكبدي والتهابا السحايا والإسهال المعدي والطفيليات المعوية ، مع تجنب استخدام ماكينة تجفيف الأيدي حيث أنها تزيد من تركيز الميكروبات علي اليدين ، وعدم ملامسة الوجه والانتقال باليد من الأنف إلي الفم أو العيون.
وينصح الأطباء بضرورة إعطاء الصغار تطعيم الأنفلونزا الفيروسية العادي لأنه يزيد مناعة الجسم ويعد جزءاً من الوقاية ، ومن الضروري اتباع قواعد النظافة العامة ، وتناول وجبة الافطار قبل الذهاب للمدرسة لأنها تزيد المناعة.. ومن المهم ملاحظة الطفل قبل الذهاب للمدرسة حتي إذا كانت هناك اية اعراض يتم تلافيها واعطائه الأدوية اللازمة.