الصفحات

الشبت.. عشبة الحساء الصحي

احدث اجدد واروع واجمل واشيك الشبت.. عشبة الحساء الصحي




لشبت نبات حولي من نباتات الفصيلة الخيمية التي تحتوي على نباتات متعددة كثيرة الاستعمال في التوابل، والتي تشمل اليانسون والبقدونس والكراوية والكزبرة والكمون والشومر. إلا أنه أشبه هذه النباتات بالشومر (الشمار) من حيث الطعم وشكل الأوراق والبذور والنكهة. ولذلك أطلقوا عليه «الشومر الكاذب». ومن أسمائه «السنوت» و«الحزاء» و«الروفر». ويلفظ أيضاً «شبث» (بالثاء بدلاً من التاء). ويدعى بالإنجليزية Dill واسمه العلمي Anethum graveolens. يعتبر البحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي للشبت، وقد ذكر أن تركيا هي موطنه الأصلي، بينما انتشرت زراعته قديماً في اليونان وإيطاليا، واشتهر في فلسطين وورد ذكره في الإنجيل.
وهو يوجد برياً في بلدان كثيرة مثل بلاد الشام، ويزرع في كل من الهند والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والمجر وسواها، ويُسَوَّق كتابل. وهو نبات ذو أصناف متعددة فالصنف البري يكثر في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة بلاد الشام، حيث ينمو على جوانب الطرق وبين حقول القمح والمزروعات الشتوية الأخرى، ويفضل الأراضي المشمسة وينمو بصورة ناجحة حتى في الأراضي القاحلة ظاهرياً.

أما الصنف المزروع فتتوفر بذوره في الأسواق وتعتبر من التوابل والبهارات المعروفة، ويمكن استعمال وسائل زراعية متطورة للحصول على ناتج وفير منه. وموسم زراعته شتاءً. يزرع الشبت في مناطق حوض المتوسط في بداية موسم الشتاء أي في شهر (نوفمبر)، كما يبدأ نمو الصنف البري منه في هذه الفترة. وللحصول على كمية كبرى من المحصول الأخضر لا بد من حش النباتات عدة مرات.

أما إذا كان الغرض من الزراعة هو الحصول على البذور واستخلاص الزيت منها فإن ذلك يتم في أواخر الربيع. وهو شبيه بالشومر في معظم صفاته لكن الشومر أكثر استعمالاً منه وإن تشابها في الطعم والنكهة والشكل لدرجة يصعب التمييز بينهما. فهما نباتان الساق فيهما أخضر قاتم يميل إلى الزرقة، والأوراق خيطية الشكل تحيط بالساق، والأزهار صفراء شكلها خيمي، والجذر ثخين أبيض وتدي، وقد يزيد ارتفاع النبات عن نصف متر. وبذور الشبت أو ثماره سمراء ذات خمسة عروق طويلة. والطعم العطري في الأوراق الخضراء والبذور لكن البذور أكثر استعمالاً للأغراض التجارية والتسويق كتوابل محببة. وتؤكل الأوراق نيئة أو مضافة إلى السلطات أو مطبوخة مع الشوربات والحساء واليخنات. ولاستعماله شعبية في بعض الأقطار العربية، ففي العراق تستعمل البذور والأوراق والأخيرة محببة جداً لدى الناس.

وتحتوي ثمار الشبت على مكونات فعالة متعددة أهما الزيت الطيار المسمى زيت الشبت الذي يوجد بنسبة تتراوح بين 3 إلى 4% من وزن الثمار، وهو شبيه بزيت الكراوية، وأهم مكوناته مادة الكارفون (Carvone) والتي تشكل أكثر من نصف كمية الزيت. كما يحتوي الزيت على مادة الليمونين والفيلاندرين. وزيت الشبت لونه أصفر فاتح ورائحته عطرية نفاذة. وكان زيت الشبت العطري شائع الاستعمال في الماضي، فهو ذو رائحة مميزة، وورد أن الجنود الرومان كانوا يستعملونه لدهن أجسامهم قبل خوض المعارك. وتحتوي البذور بالإضافة إلى الزيت على مواد مخاطية لزجة ومواد راتنجية (صمغية) ومواد نيتروجينية. وقد كان الشبت يوصف لعلاج الأمراض قديماً فقد وصف بأنه مقوٍّ للمعدة والقلب، مهدئ يساعد على النوم، طارد للغازات؛ نافع في تشنج الحجاب الحاجز، ويفيد رماده -بعد حرقه- في ضماد الجروح، وهو كذلك مدر للبول ومدر للحليب عند المرضعات وذلك عند طبخه مع الحساء.

وقد وصفه الشيخ الرئيس ابن سينا بأنه منوم ومفيد في علاج البواسير. وحديثاً لا يزال للشبت استعمالات كثيرة فمعروف الآن أن أوراق الشبت غنية بفيتامين «أ» (على شكل كاروتينات) وفيتامين «ج»، بل إنها تقارن بالمصادر الغذائية الغنية جداً لهذين الفيتامينين مثل النعنع والجزر والبقدونس. وكلا الفيتامينين من الفيتامينات المضادة للأكسدة. كما تحتوي الأوراق على الألياف الغذائية المنشطة للأمعاء والمنظمة لامتصاص الدهون والسكريات البسيطة والمقللة من امتصاص الكولسترول وأملاح المرارة. كما أن البذور تحتوي -بجانب نكهتها الطيبة وفتحها للشهية- على محتوى جيد من البروتين والدهون والألياف الغذائية. وهي غنية بصورة خاصة بالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم ومجموعة من فيتامينات «ب» المركب وفيتامين «ك». والبذور متوفرة عند العطارين الذين يصفونها للأغراض المذكورة ولا يخلو منها «السوبر ماركت» الحديث.

وجدير بالذكر أن ظروف إنبات الشبت وزراعته متوفرة وسهلة ويمكن زراعته في حديقة المنزل، كما يمكن جمعه في كثير من بلدان الشرق الأوسط من الحقول بكميات وفيرة ويمكن تجفيفه أيضاً. لذا، ونظراً لأهمية الشبت الغذائية والصحية يمكن تطوير استعماله وتشجيع جمعه في موسمه وزراعته في الحديقة المنزلية وإدخاله في بعض الصناعات كمعاجين الأسنان (كمطهر للفم)، وفي الخلطات العشبية التي توصف لعسر الهضم والانتفاخات وطرد الغازات المعوية.

...

المشاركات الشائعة